في رحلة الحياة، نصادف وجوها تزينها ابتسامات عريضة، ونسمع كلمات معسولة تطرب الآذان، وتلامس أوتار القلوب. ونبحر في بحر العلاقات الإنسانية، متكلين على مشاعر الصداقة والحب والعشرة، مؤمنين بقوة هذه المشاعر في صهر القلوب وإذابة جليد الأنانية.
لكن، سرعان ما تصطدم آمالنا بصخرة الواقع المرير، وتكشف لنا الحقيقة المؤلمة: *أن الإنسان كائن أناني
في مرآة الروح أبحث عن ذاتي،
أتأمل الصورة لكن لا أرى سوى الفراغ،
أسأل الصدى، من أنا في هذا الزمان؟
أين ذهبت ملامحي، أين اختفت ألواني؟
أنا السائر في درب الحياة بلا خطى،
أنا الغريب في وطن الأحلام والأمنيات،
أنا الصوت الهامس في صمت الليالي،
أنا الظل الذي يتبعني ولا يعرف ملامحي.
أنظر في المرآة، أبحث عن إجابات،
عن أسرار
في عالم العطاء، تتجلى الهدايا كلغة صامتة تنقل أعمق المشاعر وأرق الأحاسيس. تعبر عن مكنونات النفس وترسم ملامح الود والإخلاص. فهي ليست مجرد متاع يُهدى، بل هي رسالة محملة بالعواطف، تنطلق من أعماق القلب لتصل إلى قلب الآخر، محملة بأسرار الود وألوان العرفان والشكران.
وتكمن قيمة الهدية لا في حجمها أو ثمنها، بل في مغزاها ومعناها، في الحنان الذي
تبدأ بالصمت، لتتسلل نسماتٌ خفيفة، حاملةً معها شعورًا غريبًا بالانعزال. شعورٌ يدفعك إلى إغلاق كل بابٍ وشباك، حابسًا العالم الخارجي بعيدًا.
لتتسلل لا رغبة في التواصل، لا فضولٍ لمعرفة ما يجري، فقط صمتٌ مطبق يلفّك كعباءةٍ دافئة.
صمتٌ يهمس لك بضرورة الحساب، محاسبة النفس على تقصيرها، على تشتتها، على شعورها بالتيه.
يليها الرفض لتصبح فكرة
ألا يحق للروح أن تلتمس الراحة ولو لحظات؟ أن تجد في ذاتها ذلك المتكأ الذي تستند إليه، لتهدأ نبضاتها المتسارعة من عناء الحياة. أن تضع جانباً، ولو برهة يسيرة، أثقالاً من المسؤوليات التي تحملها على عاتقها. كي تتنفس الصعداء، وتستجمع قواها لتواصل المسير في هذا الدرب الطويل.
في زحمة الحياة وتقلباتها، يبحث الإنسان عن ملاذ في داخله، عن متنفس يخفف
في ممرات الزمن، حيث تتلاشى اللحظات كحبات رمل بين الأصابع، نلتقي بوجوه من الماضي تحمل على ملامحها خرائط الأيام.
وكأني بزميلة الدرب، التي غزا التجاعيد جبينها، وانحنى ظهرها تحت وطأة السنين، تقف أمامي كمرآة تعكس صورة لم أعهدها في نفسي.
أتأملها بعين الدهشة والتساؤل، هل هذه الصورة هي الحقيقة التي تخفيها الأيام عنا؟ هل تسلل الزمن إلى